كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


عركس‏:‏ عَرْكَسَ الشيءُ واعْرَنْكَسَ‏:‏ تراكَبَ‏.‏ وليلة مُعْرَنْكِسَةٌ‏:‏

مظلمة‏.‏ وشَعَرٌ عَرَنْكَسٌ ومُعْرَنْكِس‏:‏ كثير مُتراكِب‏.‏ والاعْرِنكاس‏:‏

الاجتماع‏.‏ يقال‏:‏ عَرْكَسْتُ الشيءَ إِذا جمعتَ بعضه على بعض‏.‏ واعْرَنْكَسَ

الشيءُ إِذا اجتمع بعضُه على بعض؛ قال العجاج‏:‏

واعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه واعْرَنْكَسَا

وقد اعْرَنْكَسَ الشعرَ أَي اشتدَّ سواده‏.‏ قال‏:‏ وعَرْكَسَ أَصل بناء

اعْرَنْكَسَ‏.‏

عرمس‏:‏ العِرْمِسُ‏:‏ الصخرة‏.‏ والعِرْمِسُ‏:‏ الناقة الصَّلْبَة الشديدة، وهو منه، شُبِّهَت بالصخرة؛ قال ابن سيده‏:‏ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون

لا أَدري أَهو من صفات الشديدة أَم هو مستعار فيها، وقيل‏:‏ العِرْمِسُ من الإِبل الأَديبَة الطَّيِّعة القِيادِ، والأَول أَقرب إِلى الاشتقاق

أَعني أَنها الصُّلبة الشديدة‏.‏

عرنس‏:‏ العِرْناسُ والعُرْنُوسُ‏:‏ طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطيرَ

من تحت قدمك فيفزعك‏.‏ والعِرْناسُ‏:‏ أَنْفُ الجبَل‏.‏

عسس‏:‏ عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه كان يَعُسُّ بالمدينة أَي يطوف بالليل يحرس الناسَ

ويكشف أَهل الرِّيبَة؛ والعَسَسُ‏:‏ اسم منه كالطَّلَب؛ وقد يكون جمعاً لعاسٍّ

كحارِسٍ وحَرَسٍ‏.‏ والعَسُّ‏:‏ نَقْضُ الليل من أَهل الريبة‏.‏ عَسَّ يَعُسُّ

عَسّاً واعْتَسَّ‏.‏ ورجل عاسٌّ، والجمع عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار

وكَفَرة‏.‏ والعَسَسُ‏:‏ اسم للجمع كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ، وليس

بتكسيرٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكسَّرُ عليه فاعِل، وقيل‏:‏ العَسَسُ جمع

عاسٍّ، وقد قيل‏:‏ إِن العاسَّ أَيضاً يقع على الواحد والجمع، فإِن كان كذلك

فهو اسم للجمع أَيضاً كقولهم الحاجُّ والدَّاجُّ‏.‏ ونظيره من غير

المُدغَم‏:‏ الجامِلُ والباقِرُ؛ وإِن كان على وجه الجنس فهو غير متعدًّى به لأَنه

مطرد كقوله‏:‏

إِنْ تَهْجُري يا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي، أَو تُصْبِحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي

وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طلب‏.‏ واعْتَسَّ الشيءَ‏:‏ طلَبه ليلاً أَو قصده‏.‏

واعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً ولا قَساساً أَي أَثراً‏.‏

والعَسُوسُ والعَسِيسُ‏:‏ الذئب الكثير الحركة‏.‏ والذئب العَسُوسُ‏:‏ الطالب

للصيد‏.‏ ويقال للذئب‏:‏ العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ الليل

ويَطْلُبُ، وفي الصحاح‏:‏ العَسوسُ الطالب للصيد؛ قال الراجز‏:‏

واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس

وذئب عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ‏:‏ طَلوب للصيد بالليل‏.‏ وقد عَسْعَسَ

الذئبُ‏:‏ طاف بالليل، وقيل‏:‏ إِن هذا الاسم يقع على كل السباع إِذا طَلَبَ

الصيد بالليل، وقيل‏:‏ هو الذي لا يَتَقارّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ

يعني الذئب يَسْتَنِيحُ الذئاب أَي يستعويها، وقد تَعَسْعَسَ‏.‏

والتَّعَسْعُسُ‏:‏ طلب الصيد بالليل، وقيل‏:‏ العَسْعاسُ الخفيف من كل شيء‏.‏

وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة‏:‏ أَقبل بظلامه، وقيل عَسعَسَتُه قبل

السَّحَر‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ والليل إِذا عَسْعَسَ والصُّبح إِذا تَنَفَّسَ؛ قيل‏:‏ هو إِقباله، وقيل‏:‏ هو إِدباره؛ قال الفراء‏:‏ أَجمع المفسرون على أَن معنى

عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قال‏:‏ وكان بعض أَصحابنا يزعم أَن عَسْعَسَ معناه دنا من أَوله وأَظلم؛ وكان أَبو البلاد النحوي ينشد‏:‏

عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ ادَّنا، كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ

وقال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم؛ قال‏:‏ وكانوا يَرَوْن أَن هذا البيت مصنوع، وكان أَبو حاتم وقطرب يذهبان إِلى أَن هذا الحرف من الأَضداد‏.‏ وفي حديث

علي، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَنه قام من جوف الليل ليصلي فقال‏:‏ والليل إِذا

عَسْعَسَ؛ عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل بظلامه وإِذا أَدبر، فهو من الأَضداد؛ ومنه حديث قُسّ‏:‏ حتى إِذا الليل عَسْعَسَ؛ وكان أَبو عبيدة يقول‏:‏ عَسْعَس

الليل أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر؛ وأَنشد‏:‏

مُدَّرِعات الليل لما عَسْعَسا

أَي أَقبل‏:‏ وقال الزِّبْرِقان‏:‏

ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، وفتْيَةٍ

فَوارِطَ في أَعْجازٍ ليلٍ مُعَسْعِسِ

أَي مُدْبرٍ مُولٍّ‏.‏ وقال أَبو إِسحق بن السري‏:‏ عَسْعَسَ الليل إِذا

أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر، والمعنيان يرجعان إِلى شيء واحد وهو ابتداء

الظلام في أَوله وإِدبارُه في آخره؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ العَسْعَسَةُ ظلمة

الليل كله، ويقال إِدباره وإِقباله‏.‏ وعَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه

وعَمَّاه، وأَصله من عَسْعَسَة الليل‏.‏ وعَسْعَسَتِ السحابة‏:‏ دنت من الأَرض

ليلاً؛ لا يقال ذلك إِلا بالليل إِذا كان في ظلمة وبرق‏.‏ وأَورد ابن سيده

هنا ما أَورده الأَزهري عن أَبي البلاد النحوي، وقال في موضع قوله يشاء

ادَّنا‏:‏ لو يشاء إِذ دنا ولم يدغم، وقال‏:‏ يعني سحاباً فيه برق وقد دنا من الأَرض؛ والمَعَسُّ‏:‏ المَطْلَب، قال‏:‏ والمعنيان متقاربان‏.‏

وكلب عَسُوسٌ‏:‏ طلوب لما يأْكل،والفعل كالفعل؛ وأَنشد للأَخطل‏:‏

مُعَفَّرة لا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها، إِذا لم يكن فيها مَعَسُّ لِحالِبِ

وفي المثل في الحث على الكسب‏:‏ كَلْبٌ اعْتَسَّ خير من كلبٍ رَبَضَ، وقيل‏:‏ كلب عاسّ خير من كلب رابِض، وقيل‏:‏ كلب عَسَّ خير من كلب رَبَضَ؛ والعاسُّ‏:‏ الطالب يعني أشن من تصرَّف خير ممن عجز‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الاغتِساس والاعْتِسامُ الاكتساب والطلَب‏.‏ وجاء بالمال من عَسَّه وبَسَّه، وقيل‏:‏ من حَسَّه وعَسَّه، وكلاهما إِتباع ولا ينفصلان، أَي

من جَهْده وطلَبه، وحقيقتُهما الطلب‏.‏ وجِئْ به من عَسِّك وبَسِّك أَي

من حيث ان، وقال اللحياني‏:‏ من حيث كان ولم يكن‏.‏

وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً‏:‏ أَبطأَ، وكذلك عَسَّ عليَّ خبره أَي

أَبطأَ‏.‏ وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بطيء؛ وفيه عُسُسٌ، بضمتين، أَي

بطء‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خيره، وقد عَسَّ عليَّ بخيره‏.‏

والعَسُوسُ من الإِبل‏:‏ التي ترعى وحدها مثل القَسُوسِ، وقيل‏:‏ هي التي لا

تَدِرُّ حتى تَتباعَدَ عن الناس، وقيل‏:‏ هي التي تَضجَر ويسوءُ خلُقها

وتتنحى عن الإِبل عند الحَلْب أَو في المبرك، وقيل‏:‏ العَسُوسُ التي

تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لا، تُرازُ ويلمس ضَرعها؛ وأَنشد أَبو عبيد لابن أَحمر الباهلي‏:‏

وراحتِ الشُّولُ، ولم يَحْبُها

فَحْلٌ، ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرْ

قال الهجيمي‏:‏ لم يَعْتَسَّها أَي لم يطلب لبَنها، وقد تقدم أن المَعَسَّ المَطْلَبُ، وقيل‏:‏ العَسُوسُ التي تضرب برجلها وتصُب اللبن، وقيل‏:‏ هي

التي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت‏.‏ ووصف أَعرابي

ناقة فقال‏:‏ إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فالعسوس‏:‏ ما قد

تقدم، والضَّروس والنَّهوس‏:‏ التي تَعَضُّ، وقيل‏:‏ العَسوس التي لا تَدِرَ وإن كانت مُفيقاً أَي قد اجتمع فُواقها في ضرعها، وهو ما بين الحلبتين، وقد

عَسَّت تَعُسُّ في كل ذلك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ عَسَسْت القوم أَعُسُّهم إِذا

أَطعمتَهم شيئاً قليلاً، ومنه أُخذ العَسُوس من الإِبل‏.‏ والعَسُوسُ من النساء‏:‏

التي لا تُبالي أَن تَدنُوَ من الرجال‏.‏

والعُسُّ‏:‏ القدح الضخم، وقيل‏:‏ هو أَكبر من الغُمَرِ، وهو إِلى الطول، يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، والرِّفْد أَكبر منه، والجمع عِساس

وعِسَسَة‏.‏ والعُسُسُ‏:‏ الأنية الكبار؛ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يغتسل في عُسٍّ

حَزْرَ ثمانية أَرطال أَو تسعة، وقال ابن الأَثير في جمعه‏:‏ أَعْساسٌ

أَيضاً؛ وفي حديث المِنْحة‏:‏ تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ‏.‏

والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ‏:‏ الخفيف من كل شيء؛ قال رؤبة يصف السراب‏:‏

وبلَدٍ يَجري عليه العَسعاسْ، من السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ

أَراد السَّمْسام وهو الخفيف فقلبَه‏.‏

وعَسْعَسُ، غير مصروف‏:‏ بلدة، وفي التهذيب‏:‏ عَسْعَسُ موضع بالبادية

معروف‏.‏ العُسُس‏:‏ التُّجَّار الحُرصاء‏.‏ والعُسُّ‏:‏ الذكَر‏:‏ وأَنشد أَبو

الوازع‏:‏لاقَتْ غلاماً قد تَشَظَّى عُسُّه، ما كان إِلا مَسُّه فدَسُّهُ

قال‏:‏ عُسُّه ذكَره‏.‏

ويقال‏:‏ اعْتَسَسْتُ الشيء واحْتَشَشْتُهُ واقْتَسَسْتُه واشْتَمَمْتُه

واهْتَمَمْتُه واخْتَشَشْتُه، والأَصل في هذا أَن تقول شَمَمْت بلد كذا

وخَشَشْتُه أَي وطئته فعرفت خَبره؛ قال أَبو عمرو‏:‏ التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ وأَنشد‏:‏

كَمُنْخُرِ الذئب إِذا تَعَسْعَسا

وعَسْعَسٌ‏:‏ اسم رجل؛ قال الراجز‏:‏

وعَسْعَسٌ نِعم الفتى تَبَيَّاهْ

أَي تعتمدُه‏.‏ وعُساعِسُ‏:‏ جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

قد صبَّحَتْ من لَيْلِها عُساعِسا، عُساعِساً ذاك العُلَيْمَ الطَّامِسا، يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا

أَي ميتاً؛ وقال امرؤ القيس‏:‏

أَلمَّا علة الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا، كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا

ويقال للقنافذ العَساعِسُ لكثرة تردّدها بالليل‏.‏

عسطس‏:‏ العَسَطُوسُ‏:‏ رأَس النصارى، رُوميَّة، وقيل‏:‏ هو شجر يُشبه الخيزُران، وقيل‏:‏ هو الخيزُران، وقيل‏:‏ هي شجرة تكون بالجزيرة ليِّنة الأَغصان، وقال كراع‏:‏ هو العَسَّطُوسُ فيهما؛ وأَنشد لذي الرمة‏:‏

على أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه

عَصَا عَسَّطُوسٍ، لِينها واعْتِدالها

أَي وردت الحُمر على أَمر حمار‏.‏ مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَي متطاير‏.‏ والعِفاء‏:‏

جمع عِفْو، وهو الوبَر الذي على الحمار؛ قال ابن بري‏:‏ والمشهور في شعره‏:‏

عَصا قَسِّ قُوسٍ‏.‏ والقَسُّ‏:‏ القِسِّيس، والقُوسُ‏:‏ صَوْمَعَتُه؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو الخَيزُران والعَسَطُوسُ والجُنَهِيُّ‏.‏

عضرس‏:‏ العِضْرِسُ‏:‏ شجر الخِطْميّ‏.‏ والعَِضْرَسُ‏:‏ نبات فيه رَخاوة تَسودّ

منه جَحافل الدواب إِذا أَكلته؛ قال ابن مقبل‏:‏

والعَيْرُ يَنفُخُ في المَكْنانِ، قد كَتِنَتْ

منه جَحافِلُه، والعَِضْرَسِ التُّجَرِ

وقيل‏:‏ العَِضْرَسُ شجرة لها زهرة حمراء؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فصَبَّحَهُ عند الشُّرُوق، غُدَيَّة، كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ

مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها، من الدَّمِّ والإِيادِ، نُوَّارُ عَِضرَسِ

وقال أَبو حنيفة‏:‏ العَِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يحتمل النَّدى

احتمالاً شديداً، ونَوْرُه قانئُ الحمرة، ولون العَِضْرَس إِلى السواد؛ قال ابن مقبل يصف العَير‏:‏

على إِثْرِ شَحَّاجٍ لطيف مَصيرُه، يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه

قال وقال ابن أَحمر‏:‏

يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها، كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِرْ

وقال أَبو عمرو‏:‏ العَضْرَس من الذكور أَشد البَقل كله رطوبة‏.‏

والعَضْرَسُ‏:‏ البَرَدُ، وهو حَب الغمام؛ واستشهد الجوهري في هذا بقول

الشاعر يصف كلاب الصيد‏:‏

مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها، إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد، عَضْرَسُ

قال‏:‏ ويروى مُغَرَّثَةً حُصّاً، هكذا في الصحاح؛ قال ابن بري‏:‏ البيت

للبَعِيث وصوابه‏:‏ محرَّجة حصٌّ، وفي شعره‏:‏ إِذا أَيَّهَ القَنَّاص، قال‏:‏

والعَضْرَسُ ههنا نباتٍ له لون أَحمر تشبَّه به عيون الكلاب لأَنها حُمْر؛ قال‏:‏ وليس هو هنا حَبَّ الغمام كما ذكَر إِنما ذلك في بيت غير هذا وهو‏:‏

فَباتَتْ عليه ليلة رُجَّبِيَّة، تُحَيِّيي بقَطر كالجُمان وعَضْرَسِ

وقيل بيت البَعِيث‏:‏

فصبَّحَهُ عند الشُّرُوقِ، غُدَيَّةً،

كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ وأَطْلَسُ

والهاء في صبّحه تعود على حمار وحش‏.‏ ومُحَرَّجَة‏:‏ مُقلَّدة بالأَحراج، جمع حِرْجٍ للْوَدَعَة‏.‏ وحُصُّ‏:‏ قد انْحَصَّ شعرها، وأَيَّهَ القَانِصِّ

بالكلْب‏:‏ زَجَرَه؛ ومثله قول امرئ القيس، وقد ذكر آنفاً‏.‏ وفي المثل‏:‏أَبْرد من عَضْرَس، وكذلك العُضارس، بالضم؛ قال الشاعر‏:‏

تضحَك عن ذِي أُشُرِ عُضارِسِ

والجمع عَضارِس مثل جُوالِق وجَوالق، وقيل‏:‏ العَضْرَس الجَلِيد‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والعَضْرَس والعُضارِس الماء البارد العذب؛ وقوله‏:‏

تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس

أَراد عن ثَغْر عذب، وهو الغُضارِس؛ بالغين المعجمة، وسنذكره‏.‏

والعَضْرَس‏:‏ حمار الوحش‏.‏

عطس‏:‏ عَطَسَ الرجل يَعْطِس، بالكسر، ويَعْطُس، بالضم، عَطْساً وعُطاساً

وعَطْسة، والاسم العُطاس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان يُحِب العُطاس ويكره

التَّثاؤب‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يكون مع خفة البدن

وانفتاح المسامِّ وتيسير الحركات، والتثاؤب بخلافه، وسبب هذه الأَوصاف

تخفيفُ الغذاء والإِقلال من الطعام والشراب‏.‏

والمَعْطِس والمَعْطس‏:‏ الأَنف لأَن العُطاس منه يخرج‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

المَعْطِسُ، بكسر الطاء لا غير، وهذا يدل على أَن اللغة الجيّدة يَعْطِسُ، بالكسر‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ لا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هذه

المَعاطس؛ هي الأُنوف‏.‏

والعاطُوس‏:‏ ما يُعْطَسُ منه، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي‏.‏ وعَطَسَ

الصُّبح‏:‏ انفلق‏.‏ والعاطِس‏:‏ الصبح لذلك، صفةٌ غالبة، وقال الليث‏:‏ الصبح

يسمى عُطاساً‏.‏ وظبي عاطِس إِذا استقبلك من أَمامِك‏.‏ وعَطَسَ الرجل‏:‏ مات‏.‏ قال

أَبو زيد‏:‏ تقول العرب للرجل إِذا مات‏:‏ عَطَسَتْ به اللُّجَمُ؛ قال‏:‏

واللُّجْمة ما تطيَّرْت منه، وأَنشد غيره‏:‏

إِنَّا أُناس لا تزالُ جَزُورُنا

لَها لُجَمٌ، مِن المنيَّة، عاطِسُ

ويقال للموت‏:‏ لُجَمٌ عَطُوس؛ قال رؤبة‏:‏

ولا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا

ابن الأَعرابي‏:‏ العاطُوس دابة يُتَشاءَم بها؛ وأَنشد غيره لطرفة بن العبد‏:‏

لَعَمْري لقد مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ، ومرّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّعُ

والعَطَّاس‏:‏ اسم فرس لبعض بني المَدان؛ قال‏:‏

يَخُبُّ بيَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ

وأَما قوله‏:‏

وقد أَغْتَدي قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ

فإِن الأَصمعي زعم أَنه أَراد‏:‏ قبل أن أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطيّر منه

ولا أَمضي لحاجتي، وكانت العرب أَهل طِيَرَة، وكانوا يتطيَّرُون من العُطاس فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم طِيَرَتَهم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وإن صح ما قاله الليث إِن الصبح يقال له العُطاس فإِنه أَراد قبل انفجار

الصبح، قال‏:‏ ولم أَسمع الذي قاله لثقة يُرجع إِلى قوله‏.‏

ويقال‏:‏ فلان عَطْسَة فلان إِذا أَشبهه في خَلْقه وخُلُقه‏.‏

عطلس‏:‏ العَطَلَّس‏:‏ الطويل‏.‏

عطمس‏:‏ العُطْمُوس والعَيْطَمُوس‏:‏ الجميلة، وقيل‏:‏ هي الطويلة التَّارَة

ذاتُ قوام وأَلواح، ويقال ذلك لها في تلك الحال إِذا كانت عاقراً‏.‏

الجوهري‏:‏ العَيْطَمُوس من النساء التامَّة الخلق وكذلك من الإِبل‏.‏ والعَيْطَمُوس

من النُّوق أَيضاً‏:‏ الفتِيَّةُ العظيمة الحسناء‏.‏ الأَصمعي‏:‏ العَيْطَموس

الناقة التامَّة الخلْق‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العَيْطَمُوس الناقة الهَرِمة، والجمع العَطامِيس، وقد جاء في ضرورة الشعر عَطامِس؛ قال الراجز‏:‏

يا رُبَّ بيضاء من العَطامِس، تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس

وكان حقه أَن يقول عَطامِيس لأَنك لما حذفت الياء من الواحدة بقيت

عَطَمُوس مثل كَرَدُوس، فلزم التعويض لأَن حرف اللين رابع كما لزم في التحقير، ولم تحذف الواو لأَنك لو حذفتها لاحتجت أَيضا إِلى أَن تحذف الياء في الجمع أَو التصغير، وإِنما تحذف من الزيادتين ما إِذا حذفتها استغنتيت عن

حذف الأُخرى‏.‏

عفس‏:‏ العَفْس‏:‏ شِدَّة سَوق الإِبل‏.‏ عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً‏:‏

ساقها سَوْقاً شديداً؛ قال‏:‏

يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ

والعَفْسُ‏:‏ أَن يردَّ الراعي غنمه يَثْنِيها ولا يدعُها تمضي على

جهاتها‏.‏ وعَفَسَه عن حاجته أَي ردَّه‏.‏ وعَفَسَ الدابة والماشية عَفْساً‏:‏ حبَسها

على غير مرعى ولا عَلَف؛ قال العجاج يصف بعيراً‏:‏

كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ، يُنْحَتُ من أَقطارِه بِفَأْسِ

والعَفْسُ‏:‏ الكدّ والإِتعاب والإِذالة والاستعمال‏.‏ والعَفْس‏:‏ الحَبْس

والمَعْفُوس‏:‏ المحبوس والمُبتذَل، وعَفَس الرجلَ عَفْساً، وهو نحو

المَسْجون، وقيل‏:‏ هو أَن تَسْجُنه سَجْناً‏.‏ والعَفْسُ‏:‏ الامتهانُ للشيء‏.‏

والعَفْسُ‏:‏ الضَّباطة في الصِّراع‏.‏ والعَفْس‏:‏ الدَّوْس‏.‏ واعْتَفَس القومُ‏:‏

اصْطَرَعُوا‏.‏ وعَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً‏:‏ جذَبه إِلى الأَرض وضغَطَه ضَغْطاً

شديداً فضرب به؛ يقال من ذلك‏:‏ عَفَسْتُه وعَكَسْتُه وعَتْرَسْتُه‏.‏ وقيل

لأَعرابي‏:‏ إِنك لا تُحسِن أَكلَ الرأْس قال‏:‏ أَما واللَّهِ إِني لأَعْفِسُ

أُذُنيه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدَّيه، وأَرْمي بالمُخِّ إِلى من هو أَحوجُ مِني إِليه قال الأَزهري‏:‏ أَجاز ابن الأَعرابي السين والصاد في هذا الحرف‏.‏ وعَفَسَه‏:‏ صَرَعَه‏.‏ وعَفَسه أَيضاً‏:‏ أَلزقَه بالتراب‏.‏

وعَفَسَه عَفْساً‏:‏ وطِئَه؛ قال رؤبة‏:‏

والشَّيبُ حين أَدْرَك التَّقْويسا، بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا، والحِبْرَ منه خَلَقاً مَعْفُوسا

وثوب مُعَفِّس‏:‏ صَبور على الدَّعْك‏.‏ وعَفَسْتُ ثوبي‏:‏ ابتذلته‏.‏ وعَفَسَ

الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً‏:‏ دلكَه في الدِّباغ‏.‏ والعَفْس‏:‏ الضرب على

العَجُز‏.‏ وعَفَسَ الرجلُ المرأَة برجله يَعْفِسها‏:‏ ضربَها على عجيزتها

يُعافِسُها وتُعافِسُه، وعافَسَ أَهله مُعافَسَة وعِفاساً، وهو شبيه

بالمُعالجة‏.‏ المُعافَسَة‏:‏ المُداعَبة والمُمارَسَة؛ يقال‏:‏ فلان يُعافِس الأُمور أَي

يُمارِسُها ويُعالجها‏.‏ والعِفاس‏:‏ العِلاج‏.‏ والمُعافَسة‏:‏ المُعَالجَة‏.‏

وفي حديث حنظلة الأَسَيْدي‏:‏ فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج والضَّيْعَة؛ ومنه حديث علي‏:‏ كنت أُعافِس وأُمارِس، وحديثه الآخر‏:‏ يَمنَع من العِفاس

خوفُ الموت وذُكْرُ البعث والحساب‏.‏ وتَعافسَ القومُ‏:‏ اعتلَجوا في صراع

ونحوه‏.‏

وانعَفَس في الماء‏:‏ انغَمَسَ‏.‏

والعَفَّاس‏:‏ طائر يَنْعَفِس في الماء‏.‏

والعِفاسُ‏:‏ اسم ناقة ذكرها الراعي في شَعره، وقال الجوهري‏:‏ العِفاس

وبَرْوَع اسم ناقتين للراعي النميري؛ قال‏:‏

إِذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ

بمَحْنِيَةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا

عفرس‏:‏ العَفْرس‏:‏ السَّابق السريع‏.‏ والعَفْرَسِيُّ‏:‏ المُعْيِي خُبثاً‏.‏

والعَفاريس‏:‏ النَّعام‏.‏ وعِفْرِس‏:‏ حيّ من اليمن‏.‏ والعِفْراس والعَفَرْنَس، كلاهما‏:‏ الأَسد الشديد العُنق الغليظُه، وقد يقال ذلك للكلب والعِلْج‏.‏

عفقس‏:‏ العَفَنقَس‏:‏ الذي جدّتاه لأَبيه وأُمه وامرأَته عجميات‏.‏

والعَفَنقس والعَقَنْفَس، جميعاً‏:‏ السيّء الخلق المُتَطاوِل على الناس‏.‏ وقد

عَفْقَسَه وعقْفَسَه‏:‏ أَساءَ خُلُقَه‏.‏ والعَفَنْقَس‏:‏ العسِر الأَخلاق، وقد

اعْفَنقس الرجلُ، وخُلُق عَفَنْقَس؛ قال العجاج‏:‏

إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، أَقرَّه الناس، وإِنْ تَفَجَّسا

قال‏:‏ عَفَنْقَسٌ خُلق عسير لا يستقيم، سلَّم له ذلك‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَدري ما الذي عَفْقَسه وعَقْفَسه أَي ما الذي أَساء خُلقه

بعدما كان حسن الخلُق‏.‏ ويقال‏:‏ رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس، وهو اللئيم‏.‏

عقس‏:‏ الأَعْقَسُ من الرجال‏:‏ الشديد الشَّكَّة في شرائه وبيعه؛ قال‏:‏ وليس

هذا مذموماً لأَنه يخاف الغبْن، ومنه قول عمر في بعضهم‏:‏ عَقِس لَقِس‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ في خُلقه عَقَس أَي التواء‏.‏

والعَقَس‏:‏ شجيرة تنبت في الثُّمام والمَرْخ والأَراك تَلْتَوي‏.‏

والعَوْقَسُ‏:‏ ضرْب من النبْت، ذكره ابن دريد وقال‏:‏ هو العَشَق‏.‏

عقبس‏:‏ العَقابِيسُ‏:‏ بقايا المرض والعِشْق كالعَقابيل‏.‏ والعَقابيسُ‏:‏

الشدائد من الأُمور؛ هذه عن اللحياني‏.‏

عقرس‏:‏ عقرس‏:‏ حيٌّ من اليمن‏.‏

عقفس‏:‏ العَقَنْفَس والعَفَنْقَس، جميعاً‏:‏ السيء الخلق‏.‏ وقد عَقْفَسَه

وعَفْقَسَه‏:‏ أَساء خلقه، وقد تقدّم ذلك مستوفى‏.‏

عكس‏:‏ عَكَسَ الشيء يَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ‏:‏ ردّ آخره على أَوّله؛ وأَنشد الليث‏:‏

وهُنَّ لَدَى الأَكْوارِ يُعْكَسْنَ بالبُرَى، على عَجَلٍ منها، ومنهنّ يُكْسَعُ

ومنه عَكْسُ البلِيَّة عند القبر لأَنهم كانوا يَرْبِطُونها معكوسة

الرأْس إِلى ما يلي كَلْكَلَها وبَطنَها،ويقال إِلى مؤخّرها مما يَلي ظهرها

ويتركونها على تلك الحال حتى تموت‏.‏ وعَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها

إِليه لترجع إِلى ورائها القَهْقَرَى‏.‏ وعَكَس البعير يَعْكِسُه عَكْساً

وعِكاساً‏:‏ شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وهو بارك، وقيل‏:‏ شدَّ حبلاً في خَطْمه

إِلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ؛ والعِكاس‏:‏ ما شدَّه به‏.‏ وعَكَسَ رَأْسَ

البعير يعكِسه عَكْساً‏:‏ عَطَفَه؛ قال المتلمس‏:‏

جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذات مَعْجَمَةٍ، تَنْجُو بكَلْكَلِها، والرأْسُ مَعْكُوسُ

والعَكْس أَيضاً‏:‏ أَن تعكِس رأْسَ البعير إِلى يدِه بِخِطام تُضيِّق

بذلك عليه‏.‏ وقال الجعدي‏:‏ العَكْس أَن يجعل الرجلُ في رأْس البعير خِطاماً ثم يَعْقِده إِلى ركبته لئلا يَصُول‏.‏ وفي حجيث الربيع بن خُثَيم‏:‏ اعكِسُوا

أَنفسكم عَكْس الخيل باللُّجُم؛ معناه اقدَعُوها وكُفُّوها ورُدُّوها‏.‏

وقال أَعرابي من بني نُفَيْل‏:‏ شَنَقْتُ البعيرَ وعَكَسته إِذا جذَبتَ من جَريرِه ولَزِمْت من رأْسه فَهَمْلَج‏.‏ وعَكَس الشيءَ‏:‏ جذَبه إِلى

الأَرض‏.‏ تَعَكَّسَ الرجلُ‏:‏ مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى، وهو يتعَكَّس تعكُّساً

كأَنه قد يَبِسَت عروقه‏.‏ وربما مَشَى السكران كذلك‏.‏ ويقال‏:‏ من دون ذلك عِكاس

ومِكاس، وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك‏.‏ ورجل متَعَكِّس‏:‏

مُتَثَنِّي غُضُونِ القفا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

وأَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، من الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ

وعَكَسَه إِلى الأَرض‏:‏ جذبه وضَغَطه ضَغْطاً شديداً‏.‏ والعَكيس من اللَّبن‏:‏ الحَلِيبُ تُصَبُّ عليه الإِهالة والمَرَق ثم يشرب، وقيل‏:‏ هو الدقيق

يصب عليه الماء ثم يشرب؛ قال أَبو منصور الأَسدي‏:‏

فلمَّا سَقَيناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ

خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً ورِيدُها

ويقال منه‏:‏ عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً، وكذلك الاعتكاس؛ قال الراجز‏:‏

جَفْؤُكَ ذا قِدْرَك للضِّيفانِ، جَفْأً على الرُّغْفانِ في الجِفانِ، خيرُّ من العَكِيسِ بالأَلْبانِ

والعَكْسُ‏:‏ حبس الدابة على غير علف‏.‏

والعُكاس‏:‏ ذكرَ العَنْكبوت؛ عن كراع‏.‏

والعَكِيسُ‏:‏ القَضِيبُ من الحَبَلَة يُعْكَسُ تحت الأَرض إِلى موضع آخر‏.‏

عكبس‏:‏ كلُّ شيء تراكب‏:‏ عُكابِس وعُكَبِس؛ وقال يعقوب‏:‏ باؤها بدل من الميم في عُكامِس وعُكَمِس، وقال كراع‏:‏ إِذا صُبَّ لَبن على مَرَق، كائناً ما

كان، فهو عُكَبِس؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ إِنما هو العَكِيسُ بالياء، وقد

ذُكر‏.‏ عَكْبَس البعيرَ‏:‏ شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وهو بارِك؛ وإِبل عُكابِس

وعُكامِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كثرت، وقيل‏:‏ إِذا قاربت الأَلفَ‏.‏

عكمس‏:‏ العُكَمِسُ والعُكامِس‏:‏ القطيع الضَّخْم من الإِبل‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ إِبل عُكامِس وعُكابِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كثرت‏.‏ قال أَبو حاتم‏:‏

إِذا قاربت الإِبلُ الأَلف فهي عُكامِس‏.‏ وكل شيء تراكب وتراكم وكثُر حتى

يُظْلِم من كثرته، فهو عُكامِس وعُكَمِس؛ قال العجاج‏:‏

عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ

وليلٌ عُكامِس‏:‏ مُظلِم متراكبُ الظلْمة شديدُها‏.‏ وقد عَكْمَسَ الليلُ

عَكْمَسَةً إِذا أَظلم وتَعَكْمَس‏.‏

علس‏:‏ العَلْسُ‏:‏ سَواد الليل‏.‏ والعَلْسُ‏:‏ الشُّرْب‏.‏ وعَلَسَ يَعْلِس

عَلْساً‏:‏ شرِب، وقيل‏:‏ أَكل‏.‏ وعَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شيئاً

تأْكله‏.‏ والعَلْسُ‏:‏ الأَكل، وقَلَّما يُتكلم بغير حرف النفي‏.‏ وما ذاق

عَلُوساً أَي ذَواقاً، وما ذاق عَلُوساً ولا أَلُوساً، وفي الصحاح ولا لوُوساً

أَي ما ذاق شيئاً‏.‏

وعَلَّس داؤه أَي اشتدَّ وبرَّح‏.‏ وما عَلَسَ عنده عَلُوساً أَي ما أَكل‏.‏

وقال ابن هانئ‏:‏ ما أَكلت اليوم عُلاساً‏.‏ وما عَلَّسُوا ضيفَهم بشيء أَي

ما أَطعموه‏.‏ والعَلَس‏:‏ شِواءُ مَسْمُونٌ‏.‏ وشواء مَعْلُوس‏:‏ أُكل

بالسَّمْن‏.‏

والعَلِيسُ‏:‏ الشِّواء السَّمين؛ هكذا حكاه كراع‏.‏ والعَلِيسُ‏:‏ الشِّواء

مع الجِلْد‏.‏ والعَليس‏:‏ الشواء المُنْضَج‏.‏ ورجل مُجَرَّس ومُعَلَّس

ومُنَقَّح ومُقَلَّح أَي مُجرَّب‏.‏

والعَلَس‏:‏ حَب يؤْكل، وقيل‏:‏ هو ضرْب من الحِنطة، وقال أَبو حنيفة‏:‏

العَلَسُ ضرْب من البُرِّ جيّد غير أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، وقيل‏:‏ هو ضرْب من القَمْح يكون في الكِمام منه حَبتان، يكون بناحية اليمن، وهو طعام أَهل

صَنْعاء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العَدَس يقال له العَلَس‏.‏

والعَلَسِيّ‏:‏ شجرة المَقِْرِ، وهو نبات الصَّبرِ وله نَوْر حَسن مثل

نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدي‏:‏

كأَن النُّقْدَ والعَلَسيّ أَجْنى، ونَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِيرُ

ورجل مُعَلَّس‏:‏ مُجرَّب‏.‏ وعَلَس يَعْلِسُ عَلْساً وعَلَّس‏:‏ صَخِبَ؛ قال

رؤبة‏:‏

قد أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا

بالجِدّ، حتى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا

والعَلَس‏:‏ القُراد، ويقال له العَلُّ والعَلَس، وجمعه أَعْلالٌ

وأَعْلاسٌ‏.‏

والعَلَسَة‏:‏ دُوَيْبَّة شبيهة بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ‏.‏

وعَلَسٌ وعُلَيْس‏:‏ اسمان‏.‏ وبنو عَلَسٍ‏:‏ بَطْن من بني سَعْد، والإِبل

العَلَسِيَّة منسوبة إِليهم؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

في عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ

ورجل وجمل عَنَسِيّ أَي شديد؛ قال المرار‏:‏

إِذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسا، وعَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا

علطس‏:‏ العِلْطَوْسُ، مثال الفِرْدَوْسِ‏:‏ الناقة الخِيار الفارِهَة، وقيل‏:‏ هي المرأَة الحسناء، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي‏.‏

علطبس‏:‏ العَلْطَبِيسُ‏:‏ الأَمْلَسُ البرَّاق؛ وأَنشد الرَّجَز الذي يأْتي

في علطمس بعدها‏.‏

علطمس‏:‏ العَلْطَمِيسُ‏:‏ الناقة الضخمة ذات أَقطار وسَنام‏.‏ والعَلْطَمِيس‏:‏

الضَّخْم الشديد؛ قال الراجز‏:‏

لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا، وهامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا، لا يَجِدُ القمْلُ بها تَعْريسا

وهذه الترجمة في الصحاح علطبس، بالباء، وقال‏:‏ العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ

البَرَّاق، وأَنشد هذا الرجز بعينه، وفيه‏:‏

وهامَتِي كالطِّسْتِ عَلْطَبِيسا

بالباء‏.‏

علكس‏:‏ ليلة مُعْلَنْكِسَة‏:‏ كَمُعْرَنْكِسَة‏.‏ وشعر عِلَّكْسٌ وعَلَنْكَس

ومُعْلَنْكِس‏:‏ كثير متراكِب، وكذلك الرَّمل ويَبِيسُ الكَلإِ‏.‏

واعْلَنْكَسَت الإِبلُ في الموضع‏:‏ اجتمعتْ‏.‏ وعَلْكَسَ البَيضُ واعْلَنْكَس‏:‏ اجتمع‏.‏

واعْلَنْكَس الشعَر‏:‏ اشتدّ سواده، وقال الفرّاء‏:‏ شعَر مُعْلَنْكِس

ومُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف المجتمع الأَسود‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ عَلْكَس أَصل بناء

اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشتدّ سواده وكثر؛ قال العجاج‏:‏

بِفاحِمِ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا

ويقال‏:‏ اعْلَنْكَس الشيءُ أَي تردَّد‏.‏ والمُعَلْكِسُ والمُعْلَنْكِس من اليَبِيسِ‏:‏ ما كثُر واجتمع‏.‏ وعَلْكَسٌ‏:‏ اسم رجُل من أَهل اليمن‏.‏

علندس‏:‏ الأَزهري‏:‏ العَلَنْدَسُ والعَرَنْدَسُ‏:‏ الصُّلب الشديد‏.‏

عمس‏:‏ حَرْبٌ عَماسٌ‏:‏ شديدة، وكذلك ليلة عَماس‏.‏ ويوم عَماس‏:‏ مُظلِم؛ أَنشد ثعلب‏:‏

إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ، فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ

والجمع عُمُس؛ قال العجاج‏:‏

ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ، ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ

وقد عَمُِسَ عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة؛ وأَمْرٌ

عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس‏:‏ شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له؛ ومنه قيل‏:‏ أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات، بنصب الميم وجرّها، أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة‏.‏ وأَسَدٌ عَماسٌ‏:‏ شديد؛ وقال‏:‏

قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى، أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدِ عَماسُ

والعَمَسُ‏:‏ كالحَمَس، وهي الشِّدَّة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً من شَقِرْ، لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ

وعَمَسَ عليه الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه‏:‏ خَلَّطه ولبَّسه ولم يُبيِّته‏.‏ والعَمَاس‏:‏ الدَّاهِية‏.‏ وكلُّ ما لا يهتدَى له‏:‏ عَمَاسٌ‏.‏ والعَمُوسُ‏:‏

الذي يَتعَسَّف الأَشياء كالجاهل‏.‏

وتَعَامَسَ عن الأَمر‏:‏ أَرى أَنه لا يَعْلَمه‏.‏ والعَمْس‏:‏ أَن تُرِي أَنك

لا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ‏.‏ به وفي حديث عليّ‏:‏ أَلا وإِنَّ معاوية

قادَ لِمَّةً من الغُواة وعَمَسَ عليهم الخَبَر، من ذلك، ويروى بالغين

المعجمة‏.‏ وتَعامس عنه‏:‏ تغافل وهو به عالم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ومن قال يَتَغامَس، بالغين المعجمة، فهو مخطئ‏.‏ وتَعامَس عَلَيّ‏:‏ تَعامَى فتركني في شُبهة من أَمره‏.‏ والعَمْسُ‏:‏ الأَمر المغطَّى‏.‏ ويقال‏:‏ تَعامَسْت على الأَمر

وتعامَشْت وتَعامَيْت بمعنى واحد‏.‏ وعامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه ولم تُجاهِرْه بالعَداوة‏.‏ وامرأَة مُعامِسَة‏:‏ تتستر في شَبِيبَتِها ولا

تَتَهَتَّك؛ قال الراعي‏:‏

إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما

أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ

أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به‏.‏ والمُعامَسَة‏:‏ السِّرار‏.‏

وفي النوادر‏:‏ حَلَف فلان على العَمِيسَة والعُمَيْسَة؛ أَي على يمين غير

حق‏.‏ ويقال‏:‏ عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس‏.‏

وطاعون عَمْواس‏:‏ أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام‏.‏ وعُمَيْس‏:‏ اسم

رجل‏.‏ وفي الحديث ذِكْر عَمِيس، بفتح العين وكسر الميم، وهو واد بين مكة

والمدينة نزله النبي صلى الله عليه وسلم في ممرِّه إِلى بدر‏.‏

عمرس‏:‏ العَمَرَّس، بتشديد الراء‏:‏ الشَّرِس الخُلق القوِيّ الشديد‏.‏ ويوم

عَمَرَّس‏:‏ شديد‏.‏ وسير عَمَرَّس‏:‏ شديد، وشر عَمَرَّس‏:‏ كذلك‏.‏

والعَمْرُوس‏:‏ الجَمَل إِذا بلغ النَّزْوَ‏.‏ ويقال للجمل إِذا أَكل

واجتَرَّ فهو فُرْفُور وعُمْرُوس‏.‏ والعُمرُوس‏:‏ الجَدْيُ، شامِيَّة، والجمع العمارِس، وربما قيل للغلام الحادِر عُمْرُوس؛ عن أَبي عمرو‏.‏ الأَزهري‏:‏

العُمْرُوس والطُّمْرُوس الخروف؛ وقال حُمَيد بن ثور يصف نساء نشأن بالبادية‏:‏أُولئك لم يَدْرِينَ ما سَمَك الفُرَى، ولا عُصْباً فيها رِئات العَمارِس

ويقال للغلام الشّائل‏:‏ عُمْرُوس‏.‏ وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان‏:‏ أَين

أَنت من عُمْرُوسٍ راضِعٍ‏؟‏ العُمْرُوس، بالضم‏:‏ الخروف أَو الجَدي إِذا

بلغا العَدْوَ، وقد يكون الضعيفَ، وهو من الإِبل ما قد سَمِنَ وشَبِعَ وهو راضع بَعْدُ‏.‏ والعَمَرَّس والعَمَلَّس واحد إِلا أَن العَمَلَّس يقال

للذئب‏.‏

عملس‏:‏ العَمْلَسَة‏:‏ السُّرعة‏.‏ والعَمَلَّس‏:‏ الذئب الخبيب والكَلْب

الحبيث؛ قال الطرماح يصف كلاب الصيد‏:‏

يُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس، من المُطعِمات الصَّيْدِ غير الشَواحِنِ

يوزع‏:‏ يَكُفُّ، ويقال يُغْرِي كل عملس كل كلب كأَنه ذئب‏.‏ والعَمَلَّس‏:‏

القوِيّ الشديد على السفر، والعَمَلَّط مثله، وقيل النَّاقص، وقيل

العَمَلَّس‏:‏ الجميل‏.‏ والعَمَلَّس‏:‏ اسم‏.‏ وقولهم في المثل‏:‏ هو أَبرّ من العَمَلّس؛ هو اسم رجل كان يحجُّ بأُمّه على ظهره‏.‏ الجوهري‏:‏ العَمَرَّس مثل

العَملَّس القَوِيّ على السير السريع؛ وأَنشد‏:‏

عَمَلَّس أَسْفارٍ، إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ

سَمُومٌ كحرِّ النارِ، لم يَتَلَثم قال ابن برِّي‏:‏ الشِّعر لعديّ بن الرِّقَاع يمدح عمر بن عبد العزيز؛ وقبله‏:‏

جَمَعْتَ اللَّواتي يحمَد اللَّهُ عبدَه

عليهنَّ، فَلْيَهْنئْ لك الخيرُ واسْلم فأَوَلُهنّ البِرُّ، والبِرُّ غالِبٌ، وما بكَ من غَيْبِ السَّرائر يُعْلم وثانية كانت من اللَّه نعمةً

على المسلمين، إِذ وَلِي خيرُ مُنْعِمِ

وثالثة أَنْ ليس فِيكَ هَوَادَةٌ

لِمَنْ رامَ ظُلماً، أَو سَعَى سَعْيَ مجْرمِ

ورابعةٌ أَنْ لا تزالَ مع التُّقَى

تَخُبُّ بِمَيْمُونٍ، من الأَمْرِ، مُبْرَمِ

وخامسة في الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّـ *** ـعِيف، وما مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي

وسادسة أَنَّ الذي هُوَ رَبُّنا اصْـ *** ـطَفَاك، فمَنْ يَتْبَعْك لا يَتَنَدَّمِ

وسابعة أَنَّ المَكارِم كلَّها، سبَقْتَ إِليها كلَّ ساعٍ ومُلْجِمِ

وثامنة في مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه

سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ

وتاسعة أَن البَرِيَّة كُلّها

يَعْدُّون سَيباً من إِمامٍ مُتَمَّمِ

وعاشرة أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ

لحِلْمِكَ، في فصْل من القول مُحْكَمِ

عنس‏:‏ عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بالضم، عُنُوساً وعِناساً وتَأَطَّرَتْ، وهي عانس، من نِسوة عُنَّسٍ وعَوَانِسَ، وعَنَّسَتْ، وهي مُعَنَّس، وعَنَّسَها أَهلُها‏:‏ حَبَسُوها عن الأَزواج حتى جازت فَتَاءَ السِّن ولمَّا

تَعْجُِزْ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ لا يقال عَنَسَتْ ولا عَنَّسَت ولكن يقال

عُنِّسَت، على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهي مُعَنَّسَة، وقيل‏:‏ يقال عَنَسَت، بالتخفيف، وعُنِّسَتْ ولا يقال عَنَّسَت؛ قال ابن بري‏:‏ الذي ذكره الأَصمعي في خَلْق الإِنسان أَنه يقال عَنَّسَت المرأَة، بالفتح مع التشديد، وعَنَسَت، بالتخفيف، بخلاف ما حكاه الجوهري‏.‏ وفي صفته، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ لا

عانِسٌ ولا مُفَنِّدٌ؛ العانِس من الرجال والنساء‏:‏ الذي يَبقى زماناً بعد

أَن يُدْرِك لا يتزوج، وأَكثر ما يُستعمل في النساء‏.‏ يقال‏:‏ عَنَسَتِ

المرأِة، فهي عانِس، وعُنِّسَت، فهي مُعَنِّسَة إِذا كَبِرَت وعَجَزَتْ في بيت أَبويها‏.‏ قال الجوهري‏:‏ عَنَسَتِ الجارية تَعْنُس إِذا طال مكثها في منزل أَهلها بعد إِدْراكها حتى خرجتْ من عِداد الأَبكار، هذا ما لم تتزوج، فإِن تزوجت مرَّة فلا يقال عَنَسَت؛ قال الأَعشى‏:‏

والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِراؤُها، ونَشَأْنَ في فَنَنٍ وفي أَذْوادِ

ويروى‏:‏ والبيضِ، مجروراً بالعطف على الشَّرْب في قوله‏:‏

ولقد أُرَجَّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ

للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ

ويروى‏:‏ سَنابِك، أَي قيل حوادث الطَّالِب؛ يقول‏:‏ أُرَجِّلُ لِمَّتي

للشَّرْب وللجواري الحِسان اللواتي نشَأْن في فَنَنٍ أَي في نعمة‏.‏ وأَصلها

أَغصان الشجر؛ هذه رواية الأَصمعي، وأَما أَبو عبيدة فإِنه رواه‏:‏ في قِنٍّ، بالقاف، أَي في عبيد وخَدَم‏.‏ ورجل عانِس، والجمع العانِسُون؛ قال أَبو

قيس بن رفاعة‏:‏

مِنَّا الذي هو ما إِنْ طَرَّ شارِبُه، والعانِسُون، ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ

وفي حديث الشعبي‏:‏ سئل عن الرجل يَدخل بالمرأَة على أَنها بكر فيقول لم أَجدها عَذْراء، فقال‏:‏ إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ والحَيْضَة، وقال الليث‏:‏ عَنَسَت إِذا صارت نَصَفاً وهي بكر ولم تتزوَّج‏.‏ وقال

الفَرَّاء‏:‏ امرأَة عانس التي لم تتزوج وهي تترقب ذلك، وهي المُعَنَّسة‏.‏ وقال

الكسائي‏:‏ العَانِس فوق المُعْصِر؛ وأَنشد لذي الرمة‏:‏

وعِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّقَتْ

مَعاصِيرُها، والعاتِقاتُ العَوانِسُ

العِيطُ‏:‏ يعني بها إِبلاً طِوال الأَعناق، الواحدة منها عَيْطاء‏.‏ وقوله

كأَسراب الخروج أَي كجماعة نساء خرجْن متشوّفات لأَحد العِيدين أَي

متزينات، شبَّه الإِبل بهنَّ‏.‏ والمُعْصِر‏:‏ التي دنا حيضها‏.‏ والعانِقُ‏:‏ التي في بيت أَبويها ولم يقع عليها اسم الزوج، وكذلك العانِس‏.‏

وفلان لم تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لم تغيّره إِلى الكِبَرِ؛ قال

سُوَيْدٌ الحارثي‏:‏

فَتى قَبَلٌ لم تَعْنُس السنُّ وجهَهُ، سِوى خُلْسَةٍ في الرأْس كالبَرْقِ في الدُّجى

وفي التهذيب‏:‏ أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خالطه؛ قال أَبو ضب الهذلي‏:‏

فَتى قَبَلٌ لم يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه، سِوى خُيُطٍ في النُّورِ أَشرَقْنَ في الدُّجى

ورواه المُبَرَّد‏:‏ لم تعْنُس السِّنُّ وَجهه؛ قال الأَزهري‏:‏ وهو أَجود‏.‏

والعُنَّسُ من الإِبلِ فوق البَكارة أَي الصِّغار‏.‏ قال بعض العرب‏:‏ جَعل

الفحلُ يضرب في أَبكارِها وعُنَّسِها؛ يعني بالأَبكار جمع بَكْر، والعُنَّس المتوسِّطات التي لَسْن بأَبكار‏.‏

والعَنْسُ‏:‏ الصَّخرة‏.‏ والعَنْسُ‏:‏ الناقة القويَّةُ، شبهت بالصخرة

لصلابتها، والجمع عُنْسٌ وعُنُوس وعُنَّس مثل بازِل وبُزْلٍ وبُزَّل؛ قال

الراجز‏:‏

يُعْرِسُ أَبكاراً بها وعُنَّسا

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ العَنْس البازِل الصُّلبة من النُّوق لا يقال

لغيرها، وجمعها عِناس، وعُنُوس جمع عِناس؛ قال ابن سيده‏:‏ هذا قول ابن الأَعرابي وأَظنه وهَماً منه لأَن فِعالاً لا يجمع على فُعُول، كان واحداً أَو

جمعاً، بل عُنُوس جمع عَنْس كعِناس‏.‏ قال الليث‏:‏ تُسمّى عَنْساً إِذا

تَمَّتْ سِنّها واشتدت قوَّتها ووفَر عظامها وأَعضاؤُها؛ قال الراجز‏:‏

كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ

وناقة عانِسَة وجمل عانِس‏:‏ سمين تامّ الخَلق؛ قال أَبو وجزة السعدي‏:‏

بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ، جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ

والعَنْس‏:‏ العُقاب‏.‏ وعَنَسَ العودَ‏:‏ عَطَفَه، والشين أَفصح‏.‏

واعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، واعْنِيناسُه‏:‏ وفُورُ هُلْبِه وطولُه؛ قال

الطِّرِمَّاح يصف ثوراً وحشيّاً‏:‏

يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ، مِثل مئلاة النِّياح القِيام

أَي بذنب سابغ‏.‏ وعَنْسٌ‏:‏ قبيلة، وقيل‏:‏ قبيلة من اليمن؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد‏:‏

لا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ، أَهلِ الرِّباطِ البِيضِ والقَلَنْسِ

قال‏:‏ ولم يقل القَلَنْسُو لأَنَه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف

مضموم، ويكفيك من ذلك أَنهم قالوا‏:‏ هذه أَدْلي زير‏.‏

والعِناسُ‏:‏ المرآة‏.‏ والعُنُس‏:‏ المرايا؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

حتى رَأَى الشَّيْبَة في العِناسِ، وعادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ

وعُنَيِّس‏:‏ اسم رَمْل معروف؛ وقال الراعي‏:‏

وأَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّس، تَرْتَعِي

نِعاجُ المَلا، عُوذاً به ومَتالِيا

أَراد‏:‏ ترتعي به نعاجُ الملا أَي بَقَرُ الوحش‏.‏ عوذاً‏:‏ وضَعَتْ

حَدِيثاً، ومَتَاليَ‏:‏ يتلوها أَولادها‏.‏ والملا‏:‏ ما اتّسع من الأَرض، ونَصَب

عُوذاً على الحال‏.‏

عنبس‏:‏ العَنْبَس‏:‏ من أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قلت عَنْبَس

وعُنابِس، وإِذا خصصته باسم قلت عَنْبَسَة كما يقال أُسامة وسَاعدة‏.‏ أَبو عبيد‏:‏

العَنْبَس الأَسَد لأَنه عَبُوس‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ العَنبَسُ

الأَمة الرَّعْناء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ تَعَنْبَس

الرجل إِذا ذلَّ بخدمة أَو غيرها، وعَنْبَس إِذا خرَج، وسُمِّي الرجل

العَنْبَس باسم الأَسَد، وهو فنعل من العُبُوس‏.‏

والعَنابِس من قُرَيْش‏:‏ أَولادُ أُمَيَّة بنِ عبد شمس الأَكبر وهم ستة‏:‏

حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وسُفْيان وأَبو سُفيان وعَمرو وأَبو عمرو وسُمُّوا

بالأَسد والباقون يقال لهم الأَعْياصُ‏.‏

عنفس‏:‏ رجُل عِنْفِس‏:‏ قصير لئيم؛ عن كراع‏.‏

عنقس‏:‏ الأَزهري‏:‏ العَنْقَس من النساء الطويلة المُعْرِقة؛ ومنه قول

الراجز‏:‏

حتى رُمِيت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ، تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لم تَلَبَّقِ

ابن دريد‏:‏ العَنْقَس الدَّاهي الخَبيث‏.‏

عوس‏:‏ العَوْس والعَوَسان‏:‏ الطَّوْف بالليل‏.‏ عاسَ عَوْساً وعَوَساناً‏:‏

طاف بالليل‏.‏ والذئبُ يَعُوس‏:‏ يطلُب شيئاً يأْكله‏.‏ وعاس الذئبُ‏:‏ اعْتَسَّ‏.‏

وعاسَ الشيءَ يَعُوسُه‏:‏ وَصَفَه؛ قال‏:‏

فعُسْهم أَبا حسَّان، ما أَنت عائِسُ

قال ابن سيده‏:‏ ما، هنا، زائجة كأَنه قال‏:‏ عُسْهم أَبا حسان أَنت عائس

أَي فأَنت عائِس‏.‏

ورجل أَعْوَسُ‏:‏ وصَّاف‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قال الليث الأَعوس الصَّيْقل، ثم قال‏:‏ قال ويقال لكل وَّصَّاف لشيء هو أَعْوَسُ وصَّاف؛ قال جرير يصف

السيوف‏:‏

تَجْلُوا السُّيُوفَ وغيرُكم يَعْصى بها، يا ابن القُيُون، وذاك فِعْلُ الأَعْوَسِ

قال الأَزهري‏:‏ رابَني ما قاله في الأَعْوَسِ وتفسيره وإِبداله قافية هذا

البيت بغيرها، والرواية‏:‏ وذاك فِعْلُ الصَّيْقَلِ، والقصيدة لِجَرِير

معروفة وهي لامية طويلة، قال‏:‏ وقوله الأَعْوَس الصَّيْقَل ليس بصحيح عندي، قال ابن سيده‏:‏ والأَعْوَسُ الصَيْقَل‏.‏ وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسة

وساسَه سِياسَة‏:‏ أَحسن القِيام عليه‏.‏

وفي المثل‏:‏ لا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ يُضرَب للرجل يُرْمِل من المال والزاد فيلقَى الرجلَ فيَنال منه الشيءَ

ثم الآخر حتى يَبْلُغ أَهله‏.‏ ويقال‏:‏ هو عائِس مالٍ‏.‏ ويقال‏:‏ هو يَعُوس

عِياله ويَعُولهم أَي يَقُوتهم؛ وأَنشد‏:‏

خَلَّى يَتامَى كان يُحْسِنُ عَوْسَهم، ويَقُوتُهم في كلِّ عامٍ جاحِدِ

ويقال‏:‏ إِنه لَسائِس مالٍ وعائِس مال بمعنى واحد‏.‏ وعاسَ على عياله

يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ وكَدَح عليهم‏.‏

والعُواسَة‏:‏ الشِّربة من اللَّبَن وغيره‏.‏ الأَزهري في ترجمة عَوَكَ‏:‏

عُسْ مَعاشَك وعُكْ معاشَك مَعاساً ومَعاكاً، والعَوْس‏:‏ إِصلاح المعيشة‏.‏

عاسَ فلان مَعاشه عَوْساً ورَقَّْحَهُ واحد‏.‏

والعَواساءُ، بفتح العين‏:‏ الحامل من الخنافس؛ قال‏:‏

بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا

أَي دنا أَن تضع‏.‏

والعَوَس‏:‏ دخول الخَدَّين حتى يكون فيهما كالهَزْمتين، وأَكثر ما يكون

ذلك عند الضحِك‏.‏ رجل أَعْوَس إِذا كان كذلك، وامرأَة عَوْساء، والعَوَسُ

المصدر منه‏.‏

والعُوسُ‏:‏ الكباش البِيض؛ قال الجوهري‏:‏ العُوس، بالضم، ضرب من الغنم، يقال‏:‏ كبش عُوسِيّ‏.‏

عيس‏:‏ العَيْسُ‏:‏ ماء الفَحْل؛ قال طرفة‏:‏

سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ

قال‏:‏ والعَيْس يقتل لأَنه أَخبث السُّم؛ قال شمر‏:‏ وأَنشدنيه ابن الأَعرابي‏:‏ سأَحلب عنساً، بالنون، وقيل‏:‏ العَيْس ضِراب الفحل‏.‏ عاس الفحلُ

الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً‏:‏ ضَرَبها‏.‏

والعِيَس والعِيسَة‏:‏ بياض يُخالِطُه شيء من شُقْرة، وقيل‏:‏ هو لون أَبيضُ

مُشْرَب صَفاءً في ظُلمة خفِية، وهي فُعْلَة، على قياس الصُّهبة

والكُمْتة لأَنه ليس في الأَلوان فِعْلَة، وإِنما كُسِرت لتصح الياء كبيض‏.‏ وجَمل

أَعْيَس وناقة عَيْساء وظَبْيٌ أَعْيَس‏:‏ فيه أُدْمَة، وكذلك الثَّور؛ قال‏:‏

وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ

وقيل‏:‏ العِيس الإِبل تضرب إِلى الصُّفرة؛ رواه ابن الأَعرابي وحده‏.‏ وفي حديث طهفة‏:‏ تَرْتَمِي بِنَا العِيس؛ هي الإِبل البيض مع شُقرة يسيرة، واحدها أَعْيَس وعَيْساء؛ ومنه حديث سَوادِ بنِ قارب‏:‏

وشدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها

ورجُل أَعْيسَ الشَّعَر‏:‏ أَبيضه‏.‏ ورَسْم أَعْيَس‏:‏ أَبيض‏.‏

والعَيْساء‏:‏ الجَرادَة الأُنثى‏.‏ وعَيْساء‏:‏ اسم جدّة غَسَّان السَّلِيطي؛ قال جرير‏:‏

أَساعِية عَيْساء، والضَّأْن حُفَّلٌ، كما حاولَتْ عَيساء أَمْ ما عَذِيرُها‏؟‏

قال الجوهري‏:‏ العِيس، بالكسر، جمع أَعْيَس‏.‏ وعَيْساء‏:‏ الإِبلُ البِيض

يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقرة، واحدها أَعْيَس، والأُنثى عَيْساء

بَيِّنا العِيس‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ إِذا خالط بياض الشعَر شُقْرة فهو أَعْيَس؛ وقول الشاعر‏:‏

أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا

أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِيسَا

أَي بيضاً‏.‏ ويقال‏:‏ هي كرائم الإِبل‏.‏

وعِيسَى‏:‏ اسم المسيح، صلوات اللَّه على نبينا وعليه وسلم؛ قال سيبويه‏:‏

عيسى فِعْلَى، وليست أَلفه للتأْنِيث إِنما هو أَعجمي ولو كانت للتأْنيث

لم ينصرف في النكرة وهو ينصرف فيها، قال‏:‏ أَخبرني بذلك من أَثِق به، يعني

بصَرْفِه في النكرة، والنسب إِليه عِيْسِيٌّ، هذا قول ابن سيده، وقال

الجوهري‏:‏ عِيسى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني، والجمع العِيسَوْن، بفتح السين، وقال غيره‏:‏ العِيسُون، بضم السين، لأَن الياء زائدة

، قال الجوهري‏:‏ وتقول مررت بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ، قال‏:‏

وأَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يجزه

البَصريون وقالوا‏:‏ لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين

مفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية، وكان

الكسائي يَفْرق بينهما ويفتح في الأَصلية فيقول مُعْطَوْنَ، ويضم في غير

الأَصلية فيقول عِيسُون، وكذلك القول في مُوسَى، والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ

ومُوسَويّ، بقلب الياء واواً، كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ، وإِن شئت

حذفت الياء فقلت عِيسِيّ وموسِيّ، بكسر السين، كما قلت مَرْميّ ومَلْهيّ؛ قال الأَزهري‏:‏ كأَن أَصل الحرف من العَيَس، قال‏:‏ وإِذا استعملت الفعل

منه قلت عَيِس يَعْيَس أَو عاس يَعِيس، قال‏:‏ وعِيسى شبه قِعْلى، قال

الزجاج‏:‏ عيسى اسم عَجَمِيّ عُدِلَّ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء وهو غير

مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة والتعريف فيه، ومَنال اشتقاقه من كلام

العرب أَن عيسى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في معرفة ولا نكرة، ويكون اشتقاقه من شيئين‏:‏ أَحدهما العَيَس، والآخر من العَوْس، وهو السِّياسة، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فأَما اسم نبيّ الله فعدول عن إِيسُوع، كذا يقول أَهل السريانية، قال الكسائي‏:‏ وإِذا

نسبت إِلى موسى وعيسى وما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ وعيسيّ، بكسر السين وتشديد الياء‏.‏

وقال أَبو عبيدة‏:‏ أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب، وأَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب ويابِس‏.‏

غبس‏:‏ الغَبَس والغُبْسَة‏:‏ لَوْن الرَّماد، وهو بياض فيه كُدْرة، وقد

أَغْبَسَ‏.‏ وذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه، وقيل‏:‏ كل ذئب أَغبَس؛ وفي حديث

الأَعشى‏:‏

كالذِّئْبَةِ الغَبْساء في ظِلِّ السَّرَبْ

أَي الغبراء؛ وقيل‏:‏ الأَغْبَس من الذئاب الخَفِيف الحَريص، وأَصله من اللَّون‏.‏ والوَرْدُ الأَغْبَس من الخَيْل‏:‏ هو الذي تدعون الأَعاجم

السَّمَنْد‏.‏

اللحياني‏:‏ يقال غَبَس وغَبَش لوقت الغَلَس، وأَصله من الغُبْسة‏.‏ وهو لوْن بين السواد والصُّفرة‏.‏ وحمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم‏.‏ وغَبَسُ الليل‏:‏

ظلامُه من أَوله، وغَبَشه من آخره‏.‏ وقال يعقوب‏:‏ الغَبَس والغَبَش سواء، حكاه في المُبْدَل؛ وأَنشد‏:‏

ونِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم، ونِعْمَ مأْوى الضَّريكِ في الغَبَسِ

تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ، ويَنْحَرُون العِشار في المَلَسِ

يعني أَن لَبَنهم كثير يكفي الأَضياف حتى يُصدِرَهم، ويَنْحَرُون مع ذلك

العِشارَ، وهي التي أَتى عليها من حَمْلِها عشرة أَشهر، فيقول‏:‏ من سَخائهم يَنحرُون العِشار التي قد قرُب نَتاجُها‏.‏

وغَبَسَ الليل وأَغْبَس‏:‏ أَظلم‏.‏ وفي حديث أَبي بكر ابن عبد اللَّه‏:‏ إِذا

استقبلوك يوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتى تَغْبِسَها حتى لا تَعُود أن تَخَلَّفَ‏:‏ يعني إِذا مَضَيْت إِلى الجمعة فلقِيت الناس وقد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتى تُسَوِّده حَياء منهم كي لا تتأَخر بعد

ذلك، والهاء في تَغْبِيسهَا ضمير الغُرَّة أَو الطَّلْعَة‏.‏ والغُبْسَة‏:‏

لَون الرَّماد‏.‏ ولا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدهر‏.‏

وقولهم‏:‏ لا آتيك ما غَبا غُبَيْس أَي ما بقي الدهر؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ ما

أَدري ما أَصله؛ وأَنشد الأُموي‏:‏

وفي بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ، على الطَّعام، ما غَبا غُبَيْسُ

أَي فيهم جُود‏.‏ وما غَبا غُبَيْس‏:‏ ظرف من الزمان‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ أَصله

الذئب‏.‏ وغُبَيْس‏:‏ تصغير أَغْبَس مُرَخَّماً‏.‏ وغَبا‏:‏ أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَي التضعيف الأَلِف مثل تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض؛ يقول‏:‏ لا

أَتِيك ما دام الذئب يأْتي الغَنم غِبًّا‏.‏

غرس‏:‏ غَرَس الشجر والشجرة يغرِسها غَرْساً‏.‏ والغَرْس‏:‏ الشجر الذي

يُغْرَس، والجمع أَغْراس‏.‏ ويقال للنَّخلة أَول ما تنبت‏:‏ غَريسَة‏.‏ والغَرْس‏:‏

غَرْسُك الشجر‏.‏ والغِراس‏:‏ زَمَن الغَرس‏.‏ والمَغْرِس‏:‏ موضع الغَرْس، والفعل

الغَرْس‏.‏ والغِراس‏:‏ ما يُغْرَس من الشجر‏.‏ والغَرْس‏:‏ القَّضِيب الذي يُنْزع

من الحِبّة ثم يُغْرَس‏.‏ والغَريسَة‏:‏ شجر العنب أَوّل ما يُغْرَس‏.‏

والغَريسة‏:‏ النواة التي تُزرع؛ عن أَبي المجيب والحرِث بن دكين‏.‏ والغَرِيسَة‏:‏

الفَسِيلَة ساعة توضع في الأَرض حتى تَعْلَقَ، والجمع غَرائِس وغِراس، الأَخيرة نادِرَة‏.‏ والغِراسَة‏:‏ فَسِيل النَّخْل‏.‏ وغَرَس فلان عِندي نعمة‏:‏

أَثْبَتها، وهو على المثَل‏.‏

والغِرْس، بالكسر‏:‏ الجلدة التي تخرج على رأْس الولد أَو الفصيل ساعة

يُولد فإِن تُركت قَتَلَتْه؛ قال الراجز‏:‏

يُتْرُكْن، في كلّ مَناخٍ أَبْسِ، كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في غِرْسِ

وقيل‏:‏ الغِرْس هو الذي يَخْرُج على الوَجْه، وقيل‏:‏ هو الذي يَخْرُجُ معه

كأَنه مُخاط، وجمعه أَغْراس‏.‏ التهذيب‏:‏ الغِرْس واحد الأَغراس، وهي جلدة

رقيقة تخرج مع الولد إِذا خرج من بطن أُمه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العِرْس

المَشِيمَة؛ وقول قيس بن عيزارة‏:‏

وقالوا لنا‏:‏ البَلْهاء أَوّل سُؤلَةٍ

وأَغْراسُها واللَّهُ غَنِّي يُدافِعُ

البلهاء‏:‏ اسم ناقة، وعَنَى بأَغراسِها أَولادَها‏.‏

والغَراس، بفتح الغين‏:‏ ما يخرج من شارِب الدواء كالخامّ‏.‏ والغَراس‏:‏ ما

كثر من العُرْفُط؛ عن كراع‏.‏

والغِرْس والغَرْس‏:‏ الغراب الصغير‏.‏

وغَرْس، بفتح الغين وسكون الراء والسين المهملة‏:‏ بئر بالمدينة؛ قال

الواقدي‏:‏ كانت منازل بني النَّضِير بناحية الغَرْس‏.‏

غسس‏:‏ الغُسُّ، بالضم‏:‏ الضعيف اللئيم، زاد الجوهري‏:‏ من الرجال؛ قال زهير

بن مسعود‏:‏

فلم أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ منها، وإِن يَمُتْ

فطَعْنَة لا غُسٍّ، ولا بمُغَمِّرِ

والجمع أَغْساس وغِساس وغُسُوس‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الغُسُسُ الضُّعفاء في آرائهم وعقولهم‏.‏ الجوهري‏:‏ يكون الغُسُّ واحداً وجمعاً؛ وأَنشد لأَوس بن حَجَر‏:‏

مُخَلّفُون ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ، غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورُ فصُنْبُورُ

ورواه المفضل‏:‏ غُشُّ، بالشين المعجمة، كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل

وبُزْل، ويروة‏:‏ غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى‏:‏ غُشَّ نصباً على

الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى‏:‏ غُسُّو الأَمانة، أَيضاً بالسين، أَي

غُسُّون، فحذفت النون للإِضافة، ويجوز غُسِّي، بكسر السين، فإِضمار أَعني، وتحذف النون للإِضافة‏.‏ والغَسِيسُ والمَغْسُوس‏:‏ كالغُسِّ‏.‏

والغَسِيسَة والمُغَسَّسَة والمَغْسُوسَة‏:‏ البُسْرة التي ترطب ثم يتغير

طعمها، وقيل‏:‏ هي التي لا حلاوة لها، وهي أَخبث البُسر، وقيل‏:‏ الغَسِيسَة

والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها، ونخلة

مَغْسوسَة‏:‏ تُرطِب ولا حلاوة لها‏.‏ والغُسُسُ‏:‏ الرُّطَب الفاسِد، الواحد

غَسِيسٌ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي في النوادر‏:‏ الغَسِيسَة التي تُرطب ويتغير

طعمها، والسَّرادة البُسرة التي تحلو قبل أَن تُزهي، وهي بَلحَة، والمَكْرَة

التي لا تُرْطب ولا حلاوة لها، والشُّمْطانة التي يُرطب جانب منها

وسائرها يابس، والمَغْسُوسَة التي تركب ولا حلاوة لها‏.‏

أَبو مِحْجَن الأَعرابي‏:‏ هذا الطعام غَسُوس صِدْق وغَلُول صدق أَي طعام

صدق، وكذلك الشَّراب‏.‏ وغَسَّ الرجل في البلاد إِذا دخل فيها ومضى

قُدُماً، وهي لغة تميم؛ قال رؤبة‏:‏

كالحُوت لمَّا غَسَّ في الأَنهار

قال‏:‏ وقَسَّ مثله‏.‏ والغُسُّ‏:‏ الفَسْل من الرجال، وجمعه أَغْساس؛ وأَنشد‏:‏

أَن لا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ، ولا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ

وغَسَسْتَه في الماس وغَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه؛ قال أَبو وجزة‏:‏

وانغَسَّ في كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ

حُمْرُ البُطون، قَصِيرة أَعْمارُها

والغِسُّ‏:‏ زجر الهرّ‏.‏ وغَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت في زجرها؛ ويقال

للهرَّة الخَازِ بازِ والمَغْسُوسَة‏.‏

ولست من غَسَّانِه أَي ضرْبه؛ عن كراع‏.‏ وغَسَّان‏:‏ قبيلة من اليمن، منهم

ملوك غسان، وغَسَّان‏:‏ ماءٌ نُسِب إِليه قوم؛ قال حسان‏:‏

أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا والماءُ غَسَّانُ

هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب

النون‏.‏ ويقال‏:‏ غَسَّ فلان خطبة الخطيب أَي عابها‏.‏

غضرس‏:‏ ثَغْرٌ غُضارِس‏:‏ باردٌ عذْب؛ قال‏:‏

مَمْكُورَة غَرْثَى الوِشاحِ الشَّاكِسِ، تَضْحَك عن ذي أُشُر غُضارِسِ

وحكاه ابن جني بالعين والغين، وهو مذكور في موضعه‏.‏

غطس‏:‏ الغَطْس في الماء‏:‏ الغَمْسُ فيه‏.‏ غَطَسَه في الماء يَغْطِسُه

غَطْساً وغَطَّسَه في الماء وقَمَسَه ومَقَلَه‏:‏ غَمَسَه فيه‏.‏ وهما يَتَغاطَسان

في الماء يَتَقامَسان إِذا تَماقَلاَ فيه؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

وأَلْقَتْ ذِراعَيْها، وأَدْنَتُ لَبَانَها

مِنَ الماء، حتى قُلْت‏:‏ في الجَمِّ تَغْطِسُ

وتَغاطَسَ القومُ في الماء‏:‏ تَغاطُّوا فيه؛ قال مَعْن ابن أَوس‏:‏

كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ في حُجُراتِها

تَغاطَسُ ي تَيَّارِها، حِين تَحْفِلُ

وليلٌ غاطِس‏:‏ كغاطِش‏.‏

والمَغْنِيطِسُ‏:‏ حَجَرٌ

يَجْذِبُ الحديد، وهو معرّب‏.‏

غطرس‏:‏ الغَطْرسة والتَغَطْرُس‏:‏ الإِعجاب بالشيء والتَّطاوُل على

الأَقْران؛ وأَنشد‏:‏

كم فِيهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ، شاكِي السِّلاح، يَذُبُّ عن مَكْروبِ

وقيل‏:‏ هو الظُّلْم والتكبُّر‏.‏ والغِطْرِس والغِطْرِيسُ والمُتَغَطْرِس‏:‏

الظالم المتكبر، قال الكُمَيت يخاطب بني مَرْوان‏:‏

ولولا حِبالٌ منكمُ هي أَمْرَسَتْ

جَنائِبَنا، كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا

وقد تَغَطْرَسَ، فهو مُتَغَطْرِس‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ لولا

التَّغَطْرُس ما غَسَلْت يَدي‏.‏ التَّغَطْرُس‏:‏ الكِبر‏.‏ المُؤَرِّج‏:‏

تَغَطْرس في مِشْيَتِه إِذا تَبَخْتَر، وتَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطريق‏.‏ ورجل

مُتَغَطْرِس‏:‏ بخيل؛ في كلام هذيل‏.‏

غلس‏:‏ الغَلَسُ‏:‏ ظلام آخر الليل؛ قال الأَخطل‏:‏

كَذَبَتْكَ عُيْنُك أم رأَيتَ بِوَاسِطٍ، غَلَسَ الظَّلام، من الرَّباب خَيالا‏؟‏

وغَلَّسْنا‏:‏ سِرنا بِغَلَسٍ، وهو التَّغلِيسُ‏.‏ وفي حديث الإِفاضة‏:‏ كنَّا

نُغَلِّسُ من جَمْعٍ إِلى مِنًى أَي نَسِير إِليها ذلك الوقتَ، وغَلَّسَ

يُغَلِّس تَغلِيساً‏.‏ وغَلَّسْنا الماء‏:‏ أَتيناه بغَلَس، وكذلك القَطا

والحُمُر وكل شيء ورَدَ الماء؛ أَنشد ثعلب‏:‏

يُحرِّك رَأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً

بِوِرْدِ قَطاةٍ غَنَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ

قال أَبو منصور‏:‏ الغَلَس أَول الصُّبح حتى يَنْتَشِر في الآفاق، وكذلك

الغَبَس، وهما سواد مختلط ببياض وحُمْرَة مثل الصبح سواء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان

يُصَلِّي الصبحً بغَلَسٍ؛ الغَلس‏:‏ ظلمة آخر الليل إِذا اختلطت بِضَوءِ

الصَّباح‏.‏ والتَغْلِيسُ‏:‏ وِرْدُ الماء أَوّل ما يتفجر الصبح؛ قال لبيد‏:‏

إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ

ووقع في وادي تُغَلِّسَ، وتُغَلِّسَ غير مصروف مثل تُخُيِّب

وهو الباطل والداهية‏.‏ أَبو زيد‏:‏ وَقَعَ فلانٌ في أُغْوِيَّةٍ وفي وامِئَةٍ وفي تُغْلِّسَ، غير مصروف، وهي جميعاً الدَّاهِيَة

والباطل‏.‏

وحَرَّة غَلاَّس‏:‏ معروفة، وهي الحِرارُ

في بلاد العرب‏.‏ والمُغَلِّس‏:‏ اسم‏.‏

غمس‏:‏ الغَمْسُ‏:‏ إِرْسابُ الشيء في الشيء السَّيَّال أَو النَّدَى أَو في ماء أَو صِبْغ حتى اللّقمة في الحَلِّ، غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي

مَقَلَه فيه، وقد انْغَمَسَ فيه واغْتَمَس‏.‏

والمُغَامَسَة‏:‏ المُمَاقَلَة، وكذلك إِذا رمَى الرجل نفسه في سِطَة

الحرب أَو الخطب‏.‏ وفي الحديث عن عامر قال‏:‏ يكتحِل الصائم ويَرْتَمِسُ ولا

يَغْتَمِس‏.‏ قال‏:‏ وقال علي بن حجر‏:‏ الاغْتِماس أَن يُطِيل اللبُّثَ فيه، والارْتماس أَن لا يطيل المكث فيه‏.‏ واخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً‏:‏ غَمَسَتْ

يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً من غير تَصْوِير‏.‏

والغمَّاسَة‏:‏ طائر يَغْتَمِس في الماء كثيراً‏.‏ التهذيب‏:‏ الغَمَّاسَة من طير الماء غَطَّاط ينغمس كثيراً‏.‏

والطَّعْنَة النَّجْلاء‏:‏ الواسِعَة، والغَمُوس مثلُها‏.‏ ابن سيده‏:‏ الطعنة

الغَمُوس التي انغمست في اللَّحم، وقد عُبِّر عنها بالواسعة النافذة؛ قال أَبو زيد‏:‏

ثم أَنقَضْتُه، ونَفَّسْتُ عنه

بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ

والأَمر الغَمُوس‏:‏ الشديد‏.‏ وفي حديث المَوْلود‏:‏ يكون غَمِيساً أَربعين

ليلة أَي مَغْمُوساً في الرَّحمِ؛ ومنه الحديث‏:‏ فانْغَمَسَ في العَدُوِّ

فقتلوه أَي دخل فيهم وغاصَ‏.‏ واليمينُ الغَموس‏:‏ التي تَغْمِس صاحبَها في الإِثم ثم في النار، وقيل‏:‏ هي التي لا استثناء فيها، وقيل‏:‏ هي اليمين

الكاذبة التي تُقْتَطع بها الحُقوق، وسُمِّست غموساً لغمسها صاحبها في الإِثم ثم في النار‏.‏ وقال ابن مسعود‏:‏ أَعظمُ الكبائر اليمين الغَمُوس، وهو أن يَحلِف الرجل وهو يعلم أَنه كاذب ليقتطع بها مال أَخيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

اليمين الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ؛ هي اليمين الكاذبة الفاجرة، وفَعُول للمبالغة‏.‏ وفي حديث الهجرة‏:‏ وقد غَمَس حِلْفاً في آل العاصِ أَي

أَخذَ نصيباً من عَقْدهم وحلفهم يأْمن به، وكانت عادتُهم أَن يُحْضِروا في جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فيه أَيديَهم عند

التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عليه باشتراكهم في شيء واحد‏.‏ وناقة غَمُوس‏:‏ في بطنِها ولَدٌ، وقيل‏:‏ هي التي لا تَشُول ولا يُسْتَبان حملُها حتى تُقْرِب‏.‏

ابن شميل‏:‏ الغَمُوس، وجمعها غُمُس‏:‏ الغَدَويّ، وهي التي في صُلْب الفحل من الغنم كانوا يتبايعون بها‏.‏ الأَثرم عن أَبي عبيدة‏:‏ المَجْرُ ما في بطن

الناقة، والثاني حَبَل الحَبَلَة، والثالث الغَمِيسُ؛ وقال غيره‏:‏ الثالث من هذا النوع القُباقب، قال‏:‏ وهذا هو الكلام، وقيل‏:‏ الغَمُوس الناقة التي

يُشَك في مُخِّها أَرِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ؛ وأَنشد‏:‏

مُخْلِصٌ بي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ

ورجل غَمُوسٌ‏:‏ لا يُعَرِّس ليلاً حتى يُصبح؛ قال الأَخطل‏:‏

غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ *** طَلُوبُ الأَعادي لا سؤومٌ ولا وَجْبُ

والمُغَامَسة‏:‏ المداخلة في القتال، وقد غامسهم‏.‏ والغَمُوس‏:‏ الشديد من الرجال الشجاع، وكذلك المُغامِس‏.‏ يقال‏:‏ أَسد مُغامس، ورجل مُغامِسٌ، وقد

غامَس في القتال وغامز فيه‏.‏ قال‏:‏ ومُغَامَسة الأَمر دخولك فيه؛ وأَنشد‏:‏

أَخُو الحرْبِ، أَما صادراً فَوَشِيقُهُ *** حَمِيلٌ، وأَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ

والشيء الغَمِيس‏:‏ الذي لم يظهر للناس ولم يُعرف بَعْدُ‏.‏ يقال‏:‏ قَصِيدة

غَمِيس والليل غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي

يُسْتَخْفَى غَمِيس؛ وقال أَبو زُبَيْد يصف أَسداً‏:‏

رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً وعَيْراً

أُصَيلالاً، وجُنَّته الغَمِيسُ

وقيل‏:‏ الغَمِيس الليل‏.‏ ويقال‏:‏ غامِسْ في أَمرك أَي اعْجَلْ‏.‏ والمُغامِس‏:‏

العَجْلان؛ وقال قعنب‏:‏

إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها

ضَبٌّ، ومِنْ دُون منْ يَرْمِي بها عَدَنُ

والتَغْمِيس‏:‏ أَن يِسْقِيَ الرجل إِبلَه ثم يَذْهب؛ عن كراع‏.‏

والغَمِيس من النَّبات‏:‏ الغَمِير تحت اليَبِيس‏.‏ والغَمِيس والغَمِيسَة‏:‏

الأَجمة، وخص بها بعضهم أَجمة القَصَب؛ قال‏:‏

أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ

مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِيسة، ضامِرُ

والغَمِيس‏:‏ مَسِيل ماء، وقيل‏:‏ مَسِيل صغير يَجْمَع الشجر والبَقْل‏.‏

والغُمَيْس‏:‏ موضع‏.‏ والمُغُمَِّس‏:‏ موضع من مكة‏.‏